LE DESORDRE

LE DESORDRE

PRISONNIERES & PRISONNIERS POLITIQUES, LUTTES, GEORGES IBRAHIM ABDALLAH, جورج ابراهيم عبدالله


جورج ابراهيم عبدالله: التغيير بات ضرورة تاريخية والمدخل الفعلي للوحدة والعيش بكرامة

Publié par LE DESORDRE sur 17 Décembre 2017, 09:56am

Catégories : #Georges Abdallah, #GA - Déclaration, #Article en arabe

في غمرة الأحداث العاصفة بمنطقتنا، تحل في هذه الأيام، الذكرى السابعة لمظاهرات "سيدي بو زيد" وشعلة "البوعزيزي". شعلة كادت أن تأتي على هشيم الأنظمة العربية وتطيح بهياكلها العفنة قبل أن تنجح القوى الإمبريالية وموجوداتها الرجعية المحلية من إختطاف حركة الانتفاض الجماهيري ومنعها من تجذير مطالبها وتنظيم صفوف شرائحها الشعبية ووأدها في أتون الحروب الأهلية التدميرية.
سبع سنوات قد مرّت والجماهير الشعبية في غالبية كيانات أمتنا، تتخبط في بحر من الدم والدمار وبؤس التشرّد، تحاول وبتفان لا متناهي، استعادة المبادرة دون ما نجاح كبير لغاية اليوم. برغم التغيّر النسبي لموازين القوى في هذا الكيان أو ذاك، وما إستتبعه من تحوّلات في لوحة التحالفات المحلية والدولية لا يبدو إننا الآن، في أواخر أيام هذه السنة، قد بتنا على مشارف مرحلة جديدة تخفّ فيها حدة التوترات بحيث يتيح استقرار الأوضاع بعض الشيء، بدء عملية إعادة إعمار أو ما شابه.

ما يجري في المنطقة من مؤتمرات للرجعيات العربية ومشاركة بعض دول العالم الإسلامي بتوجيه وإشراف مباشر من الدوائر الإمبريالية، الأميركية منها بشكل خاص، يرمي إلى مزيد من التصعيد لا إلى عكس ذلك. ما يتم من لقاءات وتواصل وربما تنسيق أيضاً، بين غالبية الدول العربية في الخليج (وغير الخليج) وإسرائيل يوحي بأن التحالف الأميركي يعمل على مشروع متكامل وتندرج تصفية القضية الفلسطينية في رأس أولويات هذا المشروع.

وأهم من يتصور أن بوسع هذا البلد العربي أو ذاك أن يبقى بمنأى عن إرتدادات كل هذه المجريات، لا سيما حينما يتعلق الأمر بكيانات مشرقنا العربي. فإذا كان بوسع هذا الطرف أو ذاك أن يتشدق بسياسات النأي بالنفس عما بين الطغم المالية العربية الحاكمة ونظمها من مشاكل عالقة واختلافات، إلا انه لا يمكن الحديث عن أي شكل من أشكال النأي بالنفس حينما تندرج المسألة في إطار التطبيع مع الكيان الصهيوني وتصبح تصفية القضية الفلسطينية مطروحة على جدول الأعمال الراهنة.

أكثر من أي وقت مضى جماهير شعبنا معنية بفضح ومواجهة كل المتواطئين مع المشروع الأميركي الصهيوني التصفوي. أكثر من أي وقت مضى بات على الجميع في لبنان وفلسطين التمسك بشرعية البندقية المقاومة. طبعاً جماهير شعبنا تعرف جيداً أن مقاومة قوات الإحتلال الغاصب ومواجهة الطغمة المالية المتحكمة بكل مقدرات الوطن وجهان لسيرورة واحدة. ففي ظل هذه الظروف المعقدة وتعدد المهام وتداخلها بات التغيير الديموقراطي بحكم الضرورة التاريخية لتعزيز بندقية المقاومة ولمواجهة المشاريع الإمبريالية والصهيونية التي يتعرض لها بلدنا وسائر البلدان العربية.

فبقدر ما تعتبر جماهير شعبنا إنجاز التحرير دون قيد أو شرط مفخرة الوطن المقاوم تعرف في الوقت نفسه أنه يفضح تخاذل وتواطؤ مختلف الأنظمة الرجعية العربية ولذلك ضبطاً ترى هذه الأنظمة ضرورة تشويه وتسفيه هذا الإنجاز العظيم. إنتصر بلدنا لأنه واجه العدوان بإرادة المقاومة لا بصفقات السماسرة والتباكي عند أبواب السفارات الأجنبية. إنتصر بلدنا لأنه واجه العدوان بصمود المعتقلين في سجون الإحتلال وبالتفاف جماهير شعبنا واحتضانها للمقاومين والمدافعين عن الأرض ولقمة العيش. شعبنا يعرف بشكل قاطع إن النصر يأتي من فعل المقاومة لا من التواطؤ وعقد الصفقات مع ممثلي هذه الإمبريالية أو تلك. شعبنا يعرف إن النصر يأتي من الثبات على المواقف والتمسك بالمسلمات التاريخية وإدانة كل سياسات الارتهان والتفريط بمقدرات الوطن وكرامة المواطن.

شعبنا يعرف أكثر من أي كان أنه لا بديل عن المقاومة لمواجهة الاحتلال وهزيمته ولا بديل عن الانتفاض الجماهيري لإنهاء الظلم والاستغلال وتسلط الطغمة المالية الحاكمة عبر نظام المحاصصة الطائفية المسؤول عن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. شعبنا يعرف إن التغيير بات ضرورة تاريخية والمدخل الفعلي للوحدة والعيش بكرامة. بفضل كل ذلك شعبنا يعرف أن الدفاع عن مشروعية المقاومة يجد أروع تجلياته في فضح آليات الفساد والمفسدين وفضح الارتباط العضوي بين سياسة النهب والتجويع في الداخل وسياسة التفريط والارتهان للخارج. وتأكيد الإرتباط العضوي أيضاً بين ضرورة بناء الدولة المدنية الحديثة والقضاء على دولة السماسرة المتواطئة مع كل القوى الرجعية في المنطقة.

 

http://al-nidaa.com/editorials/item/31407-2017-12-14-20-20-49

جورج ابراهيم عبدالله: التغيير بات ضرورة تاريخية والمدخل الفعلي للوحدة والعيش بكرامة
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :